انقلاب غينيا بيساو.. الرباط تترقب تطورات الأوضاع في العاصمة بيساو التي تُعد من "أشد المدافعين عن مغربية الصحراء"
تتسارع التطورات في غينيا بيساو جراء الانقلاب العسكري التي تشهده البلاد، حيث أدى قائد القوات البرية الجنرال هورتا نتام، اليوم الخميس، "اليمين الدستورية" رئيسا انتقاليا للبلاد لمدة سنة، متوليا في الوقت نفسه قيادة المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب عمر سيساكو إمبالو بعد أيام من توتر أعقب انتخابات رئاسية وتشريعية متنازع عليها.
وحسب ما نقلته العديد من التقارير الدولية، فقد أعلن المجلس العسكري رفع حظر التجوال وإعادة فتح الحدود، في محاولة لطمأنة المواطنين بعد يومين من الاضطرابات، فيما تستمر وسائل الإعلام المحلية في التوقف عن البث باستثناء القنوات الرسمية التي تذيع بيانات القيادة الجديدة.
وشهدت الساعات التالية للانقلاب موجة تنديد إفريقية ودولية، حيث اعتبرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، التي تضم دولا مثل نيجيريا وسيراليون وساحل العاج والسنغال، (اعتبرت) الخطوة "انتهاكا خطيرا للنظام الدستوري" و"تهديدا لاستقرار المنطقة".
الاتحاد الإفريقي بدوره دعا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن الرئيس إمبالو والمعتقلين، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس لتفادي مزيد من التصعيد، في حين صدرت أول إدانة إفريقية فردية من غانا التي عبرت عن "قلق بالغ" إزاء محاولة "الانقلاب على إرادة الناخبين".
أما على المستوى الدولي، فقد عبرت روسيا عن "قلقها إزاء التدهور السياسي في دولة تجمعها بها علاقات صداقة تقليدية"، في حين يُرتقب أن تصدر ردود أفعال دولية أخرى في الساعات المقبلة بشأن تطورات الأوضاع في هذا البلد الإفريقي.
وتتابع الرباط في هذا السياق، بحذر، تطورات الوضع في غينيا بيساو التي تعد من أهم الحلفاء السياسيين للمغرب في غرب إفريقيا، ومن أبرز المدافعين عن مغربية الصحراء في المؤسسات الدولية والإقليمية، حيث وصفها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة العام الماضي خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون الثنائي بمدينة العيون، بأنها "من أشد المدافعين عن حق المغرب في صحرائه ومشروعية قضيته على الساحة الدولية".
وتكتسي العلاقات المغربية–البيساوية أهمية خاصة في السياسة الإفريقية للمملكة، إذ شهدت الأعوام الأخيرة دينامية لافتة تمثلت في توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي وتنسيق المواقف داخل الاتحاد الإفريقي، وقد تُوج التقارب الثنائي بين البلدين أن أقدمت غينيا بيساو على افتتاح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة في 23 أكتوبر 2020، إلى جانب توقيع سلسلة اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت قطاعات الإعلام والتجارة والتخطيط العمراني والنقل وإدارة الموارد المائية والعدل، وذلك خلال الاجتماعات التي جمعت بوريطة ونظيره كارلوس بينتو بيريرا في العيون.
كما أظهرت غينيا بيساو التزاما قويا بالمشاريع الاستراتيجية للمغرب، وعلى رأسها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، حيث وقعت مذكرات تفاهم ذات صلة في دجنبر 2022، وهو ما اعتبره بوريطة خلال الدورة الثالثة للجنة المشتركة، دليلا على "الرغبة السياسية الجادة" لهذا البلد في المساهمة في نموذج التعاون جنوب–جنوب.





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :